15‏/4‏/2012

رعاية الأغنام من الولادة حتى الإنتاج


بسم الله الرحمن الرحيم

إخواني ،، هذا مقال يعتبر دورة سريعة في مجال رعاية وتربية الأغنام  ونبدأها معكم من الصفر ، يعني من مرحلة ولادة الصغير إلى أن يتم عمل التزاوج والحصول على نتاج جديد سواء كان ذكرا أو أنثى. وهذا المقال لا يختص بالأمراض والعلاجات والأمور الأخرى ، فقط يهتم بطريقة رعاية المولود من مرحلة الطفولة إلى مرحلة التزاوج .
آمل أن أكون وفقت في اختيار هذا الموضوع وتسميته بالدورة في مجال رعاية وتربية الأغنام 

نتكلم عن 10 نقاط بإذن الله وهي كالتالي:

  1. المقدمة.
  2. العناية بالمولود
  3. ما ذا نعمل للأم والمولود في العزل
  4. الرضاعة
  5. ما ذا يمكن ملاحظته على المولود
  6. المحافظة على سلامة المولود
  7. التحصينات والأمور المهمة
  8. التعليف
  9. سن البلوغ
  10. الحمل في الاغنام


المقدمة 

لكي تحصل على إنتاج طيب ومواليد بصحة ممتازة ، لأبد من العناية بالأم من مرحلة ما قبل التلقيح إلى مرحلة ما بعد الولادة ، ومن الأمور المهمة هي أن يكون عمر النعجة أو المعزة من سنة إلى 4 سنوات أو 5 سنوات ولا تزيد عن هذا العمر. والعناية بها من مرحلة ما قبل التلقيح بعمل دفع غذائي لها لمدة لا تقل عن 3 أسابيع ، وتحصينها التحصينات اللازمة ووضع المقويات اللازمة وتعليف الأم بالعلف الجيد  لكي تحصل على نتاج ممتاز وملاحظة أنه لا يتم تغيير أو عمل أي خلل في ميزان أو طريقة التعليف حتى لا ينعكس على صحة الأم وبالتالي صحة الجنين فتحدث انعكاسات غير مرغوبة تؤثر على الأم والأجنة.

 العناية بالمولود

بعد الولادة الطبيعية تقوم الأم بعمل ما وضعه الله فيها من طبيعة الأمومة والعناية بالمولود ، فالعناية الحقيقية بالمولود تأتي من ناحية الأم ، فهي فورا وبعد الولادة تبدأ  بلعق المولود وتجفيفه من بقايا الولادة والسوائل التي تكون ملتصقة به ، والمربي الناجح أو العامل يقوم بإزالة ما يكون ملتصق بالأنف والفم ويتأكد من صحة المولود وأنه يتنفس طبيعي ، عدا ذلك يترك للأم القيام بعناية وتنظيف المولود حتى يقف ويبدأ شرب الحليب.

لعق المولود بالنسبة للأم عملية مهمة منها تتعرف على المولود ومنها تحدث تغيرات فسيولوجية داخل جسم الأم بسبب اللعق تنعكس على إدرار الحليب فيما بعد والتخلص من إي بقايا في الرحم وفوائد أخرى منها عمل مساج لجسم المولود تساعده في عملية الوقوف والتنفس وغيرها من الفوائد.

ننتظر حتى يقف المولود ويبحث عن الضرع وإذا لم يستطع التعرف على الضرع يتم توجيه الصغير لمكان الضرع مع العلم أن الأم في بعض الحالات تقوم بتوجيه المولود لناحية الضرع ليأخذ أول رضعاته منها ، ثم يتم نقل الأم مع الصغير إلى مكان العزل إذا لم تكن معزولة من قبل .

قد يلاحظ في بعض الحالات أن الأم تقوم بأكل المشيمة وهذا ناتج من حالتين:
 احدها: بما وضعه الله في طبيعة الحيوانات ، أن الأم تخاف من اقتراب الحيوانات المفترسة بسبب رائحة الدم و السلا فتقوم بأكلها بسرعة خوفا من اقترابهم.
ثانيا: نقص في جسم الأم من الأملاح والمعادن الضرورية ن فتحاول أن تكمل هذا النقص بأكل السلا أوبقايا الولادة. 
لذلك يتم إزالة بقايا الولادة ( السلا) بعيدا عن مكان الأغنام لكي لا تجذب القطط والكلاب. وحتى لا تأكلها الأم.
لكن الملاحظ والغالب أن السلا يتم مشاهدته موجود على الأرض وقد يكون جافا وهنا لابد من رفعه ودفنه أو حرقه.

 ماذا نعمل للأم و المولود في العزل؟؟


يفضل أن يعمل مكان لعزل الأم مع المولود وأن يتم تجهيز المكان بوضع القش او التبن ( يكرم القارئ) على أرضية المعزل وتوفير ماء نظيف مع معلف صغير يوضع به الحبوب أو العلف المركب.
 بعد عزل الأم مع مولدها في المكان المخصص يتم عمل رش للحبل السري باليود ويتم التأكد من سلامة المولود وأن أعضاءه سليمة من العيوب الخَلقية والتأكد من سلامة المخارج الطبيعة وأن وقفته طبيعية ولا يوجد فيها أي خلل ويتم إعطاء الصغير فيتامين هـ سيلينيوم في الفم وذلك لتقوية مناعته ورفع الكفاءة الصحية لهايضا تحقن الأم فيتامين هـ سيلينيوم .

إذا كان هناك تأخر في خروج السلا أو حصول تعسر ولادة مع خروج المولود فيتم حقن الأم مضاد حيوي قوي مثل الأوكسي تتراسايكلين طويل المفعول في العضل حتى تعمل وقاية لها من الإصابة بأي مرض ، وإذا تأخر خروج السلا عن 4 ساعات في الشتاء وساعة في الصيف فيرجى مراجعة اقرب بيطري لأخذ المشورة منه.

 الرضاعة


يتم التأكد من سلامة الضرع وذلك بعمل جس للضرع بالضغط الخفيف عليه (والضرع الطبيعي السليم يكون إسنفجي ودافئ وليس به أي تحجر أو تغير في لون الضرع ) ويتم حلب الضرع للتأكد من سلامة الحلمات وأنه لا يوجد بها تسكير والتأكد من سلامة الحليب  (مع ملاحظة أن الحليب خلال أول 3 أيام يكون ثقيل القوام ويميل إلى اللون الأصفر لكن لا يوجد به تخثر او تجبن وهذه هي حالة الحليب الفاسد ) ثم يقرب المولود من الضرع ويترك لكي يرضع حليب السرسوب وهذه الفترة أي فترة ألـ 3 أيام الأولى بعد الولادة هي فترة مهمة في حياة المولود المستقبلية ، لذلك يترك المولود ليشرب حليب السرسوب حتى الإشباع ، ويلاحظ أنه بعد الرضاعة قد يحصل خمول وكسل للمولود من كثر شرب الحليب وهذا شي طبيعي. 

متابعة رضاعة المولود عمل مهم جدا ليتم التأكد من أخذه كامل حاجته من الحليب وأن الأم رامت وحضنت الصغير ولم تنفر منه وهذا يحصل للأمهات البكريات فقد يحدث أن تنفر من الصغير ولا تقبل أن يرضع منها لأنها عملية جديدة عليها ولم تتعودها من قبل.

عملية إرضاع المولود أو مساعدته في عملية الرضاعة من حليب السرسوب خلال أول ثلاث أيام والاهتمام بهذه النقطة أمر في غاية الأهمية ، لماذا ؟؟
 لأن حليب السرسوب يحتوي على كل ما يحتاجه المولود في هذه الفترة من مقويات وأجسام مناعية وغيره من الاحتياجات الهامة لتغذيته وتقويته ، ومنه يأخذ المولود مناعة ضد الأمراض التي أصابت الأم طيلة حياتها وكونت ضدها مناعة وايضا من خلال التحصينات التي أخذتها الأم في وقت سابق وكونت ضدها مناعة ولذلك ننصح دائما بالاهتمام بتحصين الأم ضد بعض الأمراض المهمة في بداية حياتها وتعاد بعض التحصينات كل سنة مرة ويتم تحصين المعوي والقلاعية في الشهر الرابع لكي تنزل الأجسام المناعية ضد تلك الأمراض في حليب السرسوب ويستفيد منها المولود وتعطيه مناعة تحميه إلى عمر شهرين أو 3 شهور من عمره وبعدها يتم جدولة التحصينات له مرة أخرى.

أيضا الذي يساعد المولود على الاستفادة من حليب السرسوب هو التكوين الخَلْقي للجهاز الهضمي له ، ففي هذا العمر وبقدرة الله فإن جدران الأمعاء مخلقة بصفة خاصة تسمح للجسم من أن يستفيد من حليب السرسوب إستفادة تامة ولو تعدى عمر المولود 3 أو 4 أيام سوف يتغير شكل الجهاز الهضمي ويكتمل خصوصا جدران الأمعاء وهذا التغير يؤدي إلى عدم الاستفادة المرجوة من حليب السرسوب.

الأفضل أن لا يتم اعطاء المولود أي علاجات أو مواد أخرى غير حليب السرسوب في أول 3 أيام من عمر المولود خوفا من أن تتسبب هذه العلاجات في إحداث خلل وظيفي في أجهزة الجسم الداخلية للمولود والتي قد تسبب نفوق المولود. فقط يتم إعطاء الصغير فيتامين هـ سيلينيوم  لاحتمالية نقصه في حليب الأم ولما له من فوائد مهمة للمولود وهو لا يتعارض مع حليب السرسوب أو مع تكوين جسم الصغير.

ماذا يمكن ملاحظته على المولود؟؟

من المحتمل أن لا يقبل الصغير على الرضاعة بعد الولادة ، وهذا لاحتمالية أن يكون الصغير قد أخذ كفايته من الغذاء قبل الولادة عن طريق الحبل السري وهو في رحم أمه ، لذلك لا نستعجل ونرغم الصغير على الرضاعة  بل نتركه لمدة لا تزيد عن الساعة بعدها يجب إرضاع الصغير، أو أن يكون مصاب بمرض ماء وهنا لابد من اخذ استشارة البيطري.

 بالمقابل قد يشاهد الصغير يقبل على الرضاعة فوراً بعد وقوفه ويبدأ يبحث عن الضرع لأنه لم يأخذ كفايته من الغذاء في الرحم قبل الولادة وأنه قد وصل مرحلة الجوع وهنا يجب توجيه الصغير للضرع بكل حذر حتى لا نرعب الأم ونتأكد من شربه للحليب.

بعد انتهاء الـ 3 أيام الأولى ، يجب تقنين إرضاع المولود على فترتين صباحية ومسائية ولو عزل المولود عن أمه في فترة ما بعد الوجبة الأولى إلى وقت العصر ليأخذ الوجبة الثانية ويبقى في الليل مع أمه يكون أفضل للتقليل من حصول حالات الإسهال بسبب كثرة شرب الحليب.

المحافظة على سلامة المولود


من الأمور المهمة في رعاية المولود هي المحافظة عليه من التأثيرات الخارجية وأهما التغير المناخي. من ذلك  حصول تغيير مفاجئ للمولود في درجة الحرارة ما بين رحم أمه والجو الخارجي  خصوصا في فصل الشتاء وبرودة الجو ، فبعد الولادة وخروج المولود يحدث تغير في درجة الحرارة من داخل رحم أمه إلى الجو الخارجي والذي قد يسبب مشاكل للمولود ، لذلك من الأفضل أن توضع الأم في مكان معزول ودافئ في أيام الشتاء وإذا كانت الأم موجودة مع القطيع فالأفضل أن يتم لف المولود بفوطة وعزله مع أمه في مكان دافئ وبعيداً عن التيارات الهوائية ، وفي المناطق الشديدة البرودة يتم عمل صندوق من الخشب يعلق فيه مصباح كهربائي ويوضع به المولود أيام البرد الشديد لحمايته من البرد ويقوم المصباح الكهربائي بعمل تدفئةً له ، وفي أيام الصيف يتم عمل حماية للمولود خاصة والقطيع عامة من حرارة الشمس والرياح الساخنة والأتربة المتطايرة وذلك بعمل مظلات وإذا كانت الأغنام موجودة في البر أو في مناطق مفتوحة فيتم عمل حواجز من قوالب البرسيم لصد الرياح ويتم وضع الأمهات مع مواليدها خلف هذه الحواجز.

بعد مضي أسبوع من العزل يتم إرجاع الأمهات مع المواليد إلى القطيع ومتابعة حالتهم مع باقي القطيع ، ويفضل أن تخصص حظيرة للأمهات مع مواليدها لمتابعتهم جماعيا.
يبدأ الصغير بالتعلم على أكل العلف الخشن بدأ من الأسبوع الأول ، وفي هذا الوقت لم تكتمل الكرش لهضم الأعلاف الخشنة فيلاحظ نزول اسهال أخضر من الصغير وهذا أمر طبيعي لكن  يجب تنظيف مؤخرة الصغير من الأوساخ حتى لا تعمل هذه الأوساخ سداً للمخرج وتحدث منها مشاكل ،أو يحدث تجمع للذباب على المنطقة الخلفية ومنها قد يحصل غزو من الدود عن طريق وضع الذباب لبيضه على جسم الصغير، في نفس الوقت يجب متابعة وملاحظة المواليد ملاحظة شديدة ، وإذا كان هناك أي تغير في الصحة أو الحركة ( معروف أن الصغار عندهم نشاط وحيوية واضحة) عند تغير النشاط وملاحظة الخمول والكسل أو حصول اسهالات بكثرة خصوصا الأسهال الأصفر فيجب استشارة البيطري فوراً ولا يتأخر في ذلك.

يستمر الصغير في شرب الحليب من أمه حتى عمر2 أو 3 شهور بعدها يعزل الصغير عن أمه ونبدأ معه برنامج التحصينات والوقاية الدورية وهنا يجب استشارة البيطري أو الرجوع إلى مديرية الزراعة لأخذ النصائح والتوجيهات والتحصينات المعروفة منهم.

التحصينات والأمورالمهمة

في عمر الشهرين يبدأ العمل الفعلي والحقيقي للكرش ومنها تبدأ المشاكل المرضية المتعلقة بالجهاز الهضمي ، لذلك وقبل أن تبدأ الكرش في العمل الحقيقي يجب متابعة التحصينات للصغير حتى يجدد المناعة التي أخذها من أمه عن طريق حليب السرسوب وتجديد المناعة يكون بعمل التحصينات الدورية ، وأهم التحصينات بحسب ما وضعته وزارة الزراعة في المملكة العربية السعودية هي على النحو التالي:

- التسمم الدموي.
- التسمم المعوي.
- الجدري.
- طاعون المجترات الصغيرة.
- الحمى القلاعية.
- الإسهال المزمن (مرض يونز).
- الحمى المالطية.

هذه أهم التحصينات فيجب الاعتناء بهذه التحصينات والرجوع إلى مديرية الزراعة لأخذ التحصينات 
والتوجيهات منهم.
أيضا يتم إعطاء جرعة فيتامين ب وجرعة مضاد للطفيليات الداخلية بسبب أن الكرش قد بدأ في العمل الفعلي فيكون عرضة للإصابة بالطفيليات الداخلية وهي أشد ضرر عليه من الأغنام الكبيرة التي قد تكون تعودت وتأقلمت مع وجود الطفيليات الداخلية.

التعليف

من الأمور المهمة في رعاية الأغنام هو الاهتمام بمسألة التعليف ونوعية العلف. فاختيار العلف الجيد والكمية المناسبة للقطيع هي أساس تربية الأغنام وهي الطريق الصحيح إلى الحصول على قطيع بصحة ممتازة ونتاج طيب فالعلف يلعب دوراً هاما في حياة الأغنام مثلها مثل باقي الحيوانات.

من الأمور التي يجب على المربي الناجح معرفتها هو مقدار وكمية العلف الواجب وضعها للأغنام من دون تقصير أو إسراف ، فالزيادة والنقصان سوف يسبب ظهور بعض الأمراض التي تسمى أمراض التغذية. لذلك يجب على المربي الناجح معرفة كمية العلف الواجب وضعها مع الأخذ في الاعتبار حالة الأغنام بمعنى هل هي فترة تسمين أو فترة تلقيح أو فترة حمل وولادة أو فترة جفاف ، فكل حالة لها مقدارها وكمياتها من العلف وهذا ليس مجال شرح هذه الأنواع. لكن نوصي بالاطلاع على مقالات التغذية في النت أو في ما تم كتابته في هذه المدونة عسى أن تكون فيها فائدة للجميع.

تحتاج الأغنام بجانب العلف الخشن والمركزات إلى الأملاح المعدنية والفيتامينات الضرورية وهي تحتاج إليها بكميات قليلة وفي نفس الوقت نقصها او زيادتها لها أضرار ملحوظة على الأغنام قد لا تظهر هذه الأضرار في وقت قريب أو بسرعة ، لكنها مع الوقت تظهر وتسبب مشاكل كبيرة في الأغنام، ومن إحدى الأمثلة الواضحة هو نقص أو زيادة عنصر النحاس ، فزيادة عنصر النحاس يسبب تسمم النحاس ونقصه يسبب بعض المشاكل والأمراض مثل مرض التخلج أو الشلل الخلفي في الحملان والسخلان ومرض تقصف الشعر ومشاكل الضعف ومشاكل أخرى في الأغنام الكبيرة.

سن البلوغ

يبدأ النضج الجنسي في الأغنام من عمر 5 إلى 12 شهر ( الضأن من 8 إلى 15 شهر والمعز من 5 إلى 8 شهور) لذلك الانتباه إلى فترة النضج الجنسي مهمة لتبدأ معها التلقيح وبدأ الإنتاج. وأفضل وقت لتلقيح إناث الأغنام إذا اكتمل العمر 8 إلى 12 شهر حينها يكون جسم النعجة أو المعزة له القدرة على الحمل والولادة من دون مشاكل بإذن الله.

الحمل في الأغنام

مدة الحمل في الأغنام 5 شهور تقريبا ويراعى في فترة  الحمل التغذية الجيدة لتقوية الأم والجنين ويكون النتاج بصحة جيدة. ولعمل برنامج تحصينات وتقوية للأم والجنين يرجى مراجعة الطبيب البيطري لعمل برنامج   يضع فيه التحصينات والمقويات والعلاجات اللازمة للأم والجنين ليتم تجنب بعض الأمراض التي قد تصيب الأم أو الجنين في فترة الحمل أو بعد الولادة.


تم بحمد الله